"البرامج التي يمكن أن يوصي بها للطفل الذي يعاني من اضطرابات لغوية"
وقد أشارت
الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع (ASHA) إلى أن هناك أربعة أنواع من البرامج
التي يمكن أن يوصي بها للطفل الذي يعاني من اضطرابات لغوية، وهي مرتبة بدءا من
الأماكن التي تستدعي أكبر مشاركة ممكنة من أخصائي معالجة النطق واللغة إلى تلك التي تستدعي أقل مشاركة من قبله وهي:
·
البرامج الذاتية: حيث يوضع الطفل ذو الاضطرابات اللغوية الشديدة في غرفة صفية خاصة، يقدم
من خلالها خدمة مباشرة متكاملة أكاديميا من قبل أخصائي معالجة اللغة والنطق طوال
اليوم الدراسي، الذي يعمل كمعلم متخصص ويكون مسؤولا عن كامل منهاج الصف بما يحتويه
من مهارات إدراكية، اجتماعية وحركية إضافة إلى تحضير مهارات اللغة، إن هذه الصفوف
تحاول أن توفر أكبر قدر من الاهتمام الفردي.
·
برامج
غرفة المصادر: يقدم هذا النموذج خدمات مباشرة ومكثفة للأطفال المضطربين لغويا، حيث يحضر
الطفل في صفوف التربية النظامية أو الخاصة معظم اليوم، ولكنه يؤخذ يوميا إلى غرفة
المصادر ليقضي فيها حصة أو أكثر بحيث يصل مجموع ساعات خدمات النطق واللغة أسبوعيا
إلى خمس ساعات، ويمكن استخدام هذا النموذج مع الأطفال الذين يعانون من أي مستوى من
الشدة، حيث يعمل أخصائي معالجة النطق واللغة على معالجة المشكلات من خلال التدخل
الفردي أو الجمعي.
·
البرامج المتنقلة: وهي تمثل
أكبر البرامج المستخدمة من قبل أخصائيو اللغة والنطق، وفيها يتلقى الطفل خدمات من
قبل الأخصائي إضافة إلى البرنامج الأكاديمي العادي في صفه، ومع أن هذا البرنامج
يتضمن انتقال أخصائي معالجة النطق واللغة من مدرسة إلى أخرى، إلا أنه ليس من
المستغرب أن يتضمن تقديم الخدمة في مدرسة واحدة فقط وبشكل فردي أو جمعي، كما أن
الطفل في البرنامج يحصل على أقل من خمس ساعات من الخدمات النطقية أسبوعيا مهما
كانت درجة أو شدة الاضطراب الذي يعاني منه .
إلا أن
سويشر
(Swesher,
1994)حدد
ثلاثة برامج علاجية مقدمة للأطفال المضطربين لغويا بناء على البيئة اللغوية
والمهارات اللغوية المراد تعليمها للطفل في هذه البيئة من قبل معلم التربية الخاصة
وأخصائي النطق واللغة، وهي كالتالي:
·
المناهج المركزة على
الطفل:
وتعتبر من أكثر المناهج فعالية للاستخدام مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث
تركز هذه المناهج على تغيير سلوك الطفل اللغوي من خلال تعديل التفاعل الاجتماعي
للمحيطين بالطفل معه، وذلك بهدف تعزيز وتقوية تطور الكلام واللغة، وتطبق هذه
المناهج في الغالب من خلال الأنشطة الحياتية للطفل في البيت والمدرسة، وتستخدم
أسلوب اللعب، والحديث الذاتي والموازي، وأسلوب التوسيع.
·
المناهج المركزة على
المدرب: وتعتبر هذه المناهج فعالة في تنمية وتشكيل سلوكات لغوية
جديدة. وتركز هذه المناهج على درو الأخصائي في تحديد ماذا على الطفل أن يقول ومتى
يقول وما الذي سوف يشكل الاستجابة الصحيحة أو المقبولة، كما يختار المعالج (معلم
التربية الخاصة أو أخصائي النطق واللغة) أدوات وألعاب الطفل التي عليه أن يتفاعل
أو يلعب معها، وأين ومتى سوف يتم عرضها أو إظهارها للطفل لبتفاعل ويلعب بها، وبسبب
الطبيعة المنظمة لتطبيق هذه المناهج فإنها تمارس في الأوضاع العيادية أو البيئات
المدرسية.
·
المناهج المتولدة : تعتبر هذه
المناهج فعالة في البيئات الصفية أو ضمن المجموعات أو أشكال العلاج الفردي
والجماعي كما يمكن للأطفال أن يستعملوا هذه المناهج في الأوساط الاجتماعية
والتفاعلات التواصلية وذلك باستخدام أطفال آخرين. وتطبق هذه المناهج في الأوضاع
المنزلية والصفية والعيادية، وتسمح هذه المناهج للطفل أن يأخذ القيادة وتحديد متى
يبدأ التعليم وما هي نتائج التواصل. وهنا يكون لدى المعالج هدفا لغويا واحدا في
ذاكرته أو عقله عندما يختار الألعاب والأدوات المستخدمة في الجلسة العلاجية كما
يعرف المعالج ويحدد الاستجابات المقبولة ويزود الطفل بالإشارات أو التلميحات
الضرورية لانتاج الاستجابة.
_________________________
المصدر :
د. لينا عمر بن صديق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق