الجمعة، 7 يونيو 2013

"تنمية الثروة اللغوية لدى الطفل"



"تنمية الثروة اللغوية لدى الطفل"


إنَّ عمليةَ تقويم الطفل لتعزيز ثروته اللغوية جانبٌ مهم من جوانبِ التربية، فمن خلال ذلك تجمعُ معلومات عنه، ويتم مراقبة مدى قابليته لتقبلِ الكمِّ من الكلماتِ التي يُعطى لتعزيزِ الثروة اللغوية عنده، ويُلاحظ ذلك في نشاطِه اليومي ومقارنة ذلك النشاط بمستوياته السابقة.

وهذه العمليةُ ترتكزُ على مصدرينِ أساسيين:

أعمال الطفل:
الأعمالُ والنشاطات اليومية للطفلِ هي مصدرٌ أساسي للتعرفِ على مهارات وقدرات ومعارف الطفل، وذلك يكون عن طريقِ عمل ملفٍّ خاص له؛ لحفظِ رسوماته وتخطيطاته وكتاباته، وإرفاق ذلك بالكلماتِ والمرادفات التي تقوي الجانبَ اللغوي عنده، ويدون على كلِّ منها اسمه والتاريخ.

المشاهدة:

المشاهدةُ هي مصدرٌ رئيس يتحصلُ من خلالِه على جزءٍ كبير من المعلومات، ويتعرف بها على مهاراتِ ومعارف الطفل، ومدى جمعِه للكلماتِ وتوظيفها في واقعه خلال حديثه مع أقرانه أو أساتذته، وعن طريقِ مشاهدته في الأنشطةِ الحرة، فيتم تدوينها ووصفها بشكلٍ دقيق وواضح.

فعلى المربي بعد ذلك تقديم:

أ- تقارير للأهلِ حول تطورِ المستوى العلمي للطفلِ، وإطلاع الأهل على أعمالِه وإنجازاته.

ب- عقد اجتماعات مع فريقِ العمل، حسب المعلومات التي جُمعت من خلالِ المراقبة لأعمال الأطفال وقدراته العقلية، أو مع أي جهةٍ من خارج الروضة أو المدرسة؛ بهدفِ الاستشارةِ والتطوير؛ لزيادةِ الكمِّ من الكلمات والعبارات، وتوفير الكتب والمعاجم له لزيادة مداركه بحسب حاجتِه لذلك.

ج- وضع خطط لتطويرِ برنامج الأطفال في الروضةِ والمدارس وغيرها؛ لتطويرِ المستوى العلمي في البيئة المحيطة والمجتمع.

الطرُق العمليَّة لتقوية وتعزيز الثروة اللغوية عند الطفل:

• العملُ برغبةٍ ومتعة ونشاط مع الطفلِ مما يعينه على الشعورِ بأهمية الجانب اللغوي.

• إغناءُ بيئة الطفلِ بمثيراتٍ متعددة؛ مثل: نباتات، بذور، قصص، معاجم، مكتبة مرجعية لبيان أهميةِ العلم والبحث فيه.

• توفيرُ البرامجِ التعليمية المسموعة منها والمشاهَدة والمقروءة، ولا يزال برنامج (مناهل) ومدرب (أبو الحروف) له أثره الفعال في نفسي، فكان يزرعُ لنا في كلِّ برنامج يومي دافعًا قويًّا للبحثِ عن الكلمات ومعرفة معانيها.

• تحفيزُ الطفلِ على طرح الأسئلة والبحثِ عن الإجابات، وحثه على التفكيرِ، ومن ثَمَّ دعمه بالتشجيع.

• توفيرُ المواردِ المالية التي تمكِّنه من شراءِ ما يحتاجُ إليه من الكتبِ والقصص، ومجالات جمع المعلومات المرئية والمسموعة والملموسة.

• دعم الطفل ليكتشفَ ذاته، قدراتِه، خبراته، ومشاعرَه.

• دعم الأطفالِ كل واحد حسب قدراته وموقعه، والأخذ بعينِ الاعتبار خصوصيات كلِّ طفل، ومراعاة الفروق الفردية.

• فهم لغاتِ الأطفال المتعددة؛ عن طريقِ مراقبتهم ومرافقتهم، ومن ثَمَّ تصويب بعض عباراتِهم وتوجيهها.

• حثُّ الأطفالِ وتحفيزهم على التعبيرِ عن الذَّات؛ عن طريقِ الإبداع والابتكار؛ ليكتشفوا البيئةَ المحيطة بهم.

• المساواة بين الأطفال.

وعلى كلٍّ فالطفلُ هو اللبنةُ في المجتمعِ الذي بتقويةِ جوانبه ينبتُ نباتًا حسنًا سليمًا من الآفات، قويًّا بمداركِه ينفع أمتَه ومجتمعه وأقرانه في مستقبلِه، فلذا لا بد من تسليطِ الضوءِ والتركيز على تنميةِ جوانبه العلمية والمهارية.

مقال الأستاذة : مريم برناوي "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق